باريس سان جيرمان يذل على يد بروسيا دورتموند..عقاب للغرور والشماتة في برشلونة !

باريس سان جيرمان و بروسيا دورتموند

 باريس و دوري الأبطال: المشهد المعتاد كل موسم

لن يكون هناك تفاوت بين الليلة والبارحة، سواءً كان باريس سان جيرمان يتقدم في دوري أبطال أوروبا أم لا، فالنهاية محتومة وستأتي بغض النظر عن التوقعات والآمال في تتويج الفريق. 

بروسيا دورتموند 1 - باريس سان جيرمان 0، هذه نتيجة الذهاب التي تكررت في الإياب لنصف نهائي دوري الأبطال، حيث وضع الفريق الألماني نقطة نهاية لمغامرة كيليان مبابي ورفاقه في البطولة، مؤكدًا أن مشكلة باريس في هذه البطولة ليست جديدة.

 فما هو العذر هذه المرة؟ دورتموند كان على الورق الخصم الأسهل منذ دور الثمانية، والخروج بهذه الطريقة يظهر فشلًا غير مبرر وسيثير العديد من الأسئلة. 

لا يمكن لـ"سوء الحظ" أن يُبرر الكرتان الذين أُخرجا في الدقائق الأخيرة، فهناك العديد من التفاصيل التي جعلت ماتس هوملز يحسم المباراة بكرة رأسية تاريخية!

باريس سان جيرمان و بروسيا دورتموند

45 دقيقة من التوتر والقلق

"شوط من الدوري الأوروبي"، بهذه العبارة وصف محمد أبو تريكة، المحلل الرياضي في شبكة "بي إن سبورتس"، الـ45 دقيقة الأولى من لقاء باريس ودورتموند في إياب نصف النهائي. 

الوصف كان دقيقًا، فالمباراة بدت مملة بشكل غير مألوف، كما لو كانت مباراة في دوري الأوروبي أو دوري المؤتمر. لكن، هذا الشوط الممل لم يكن سوى خطة من المدرب إدين ترزيتش لجذب باريس وتقييده، بغية تسجيل الهدف الذي يؤمن لهم التأهل. 

على الرغم من سيطرة باريس على الكرة، إلا أن دورتموند كان أقرب لتسجيل الهدف الأول، خاصةً من كرة مرتدة للاعب كريم أديمي، لكن جيانلويجي دوناروما أرجأ الموعد.

 انطلاق الشوط الثاني كان أكثر حماسة، فلم يكن هناك مجال لضياع الوقت، باريس اضطر للهجوم لتسجيل الهدف، وهنا انتهز دورتموند الفرصة. 

رأسية متقنة من ماتس هوملز كانت كافية لقتل المباراة وإرباك باريس، لتكتب النهاية للعملاق الفرنسي وتحرمه من ريمونتادا مشابهة لما حدث أمام برشلونة في دور الثمانية.

باريس سان جيرمان و بروسيا دورتموند

الغلبة لدوري المزارعين

المدافع البارز ماتس هوملز، الذي ظلَّ لفترة ليست بالقصيرة من بين أبرز وأفضل المدافعين في العالم، خلال فترته الأولى مع فريق دورتموند، قبل أن يشهد مستواه انخفاضًا ملحوظًا بعد انتقاله إلى بايرن ميونخ.

 ومن المقدرات أن يعود هوملز إلى أفضل مستوياته هذا الموسم، حيث يتصدر المشهد في اللحظة الحاسمة قبل مواجهة فريقه للمباراة النهائية، ليثبت للجميع أنه لا يزال ضمن النخبة بكل تأكيد.

 "حصاد رائع هذا الأسبوع يا زملائي المزارعين"، بهذه العبارة استهزأ هوملز بجماهير الدوري الإنجليزي التي تستهين بشكل مستمر بالدوري الألماني، وذلك بعد تأهل بايرن ميونخ ودورتموند لنصف نهائي دوري الأبطال، وخروج آرسنال ومانشستر سيتي من دور الثمانية. 

تأهل دورتموند الليلة على حساب باريس، بالرغم من الفوارق الفنية والمالية الكبيرة بين الفريقين، يثبت مرة أخرى أن الأحلام مازالت قابلة للتحقيق للأندية الصغيرة في عالم كرة القدم الأوروبية، حتى لو أطلق عليها البعض لقب "المزارعين".

باريس سان جيرمان و بروسيا دورتموند

إنريكي ليس الأفضل بين سابقيه!

المدرب الإسباني لويس إنريكي أدى ما يُعتبر الأمر الطبيعي هذا الموسم مع باريس، بفوزه بلقب الدوري الفرنسي، وهذا الإنجاز لا يمثل شيئًا مميزًا لأي مدرب يقود الفريق الذي يهيمن على المسابقة منذ فترة طويلة. 

لكن التحدي الحقيقي لأي مدرب في باريس يكمن في أدائه في دوري أبطال أوروبا، وإذا نظرنا إلى أداء الفريق في هذه البطولة، سنجد أن الإشارة الإيجابية الوحيدة كانت في إياب دور الثمانية أمام برشلونة.

 تأهل الفريق بصعوبة في الجولة الأخيرة بدور المجموعات، ووقعت القرعة لصالحه بمواجهة خصم سهل في دور الستة عشر، ولكنه فشل في التألق في المباراة مع برشلونة، ثم نجح في المواجهة الثانية ليصل إلى دورتموند. 

المدرب إيدين ترزيتش لا يتمتع بجزء من قدرات إنريكي، وعلى الرغم من ذلك، فقد تفوق عليه في الذهاب والإياب، وأدار المباراتين بشكل أفضل، خاصة هذه المباراة التي دخلها بحثًا عن هدف يجلب له التأهل بعد الفوز الصعب في الجولة الأولى.

 باريس بدأ الشوط الأول بشكل متذبذب، يعتمد بشكل كبير على الأفراد البارزين مثل كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي، ولكن ذلك لم يكن كافيًا للتغلب على الفريق الألماني الذي لعب بتنظيم وأغلق المساحات وعمل بشكل ممتاز على تقييد حركة الخصم.

هل هي لعنة برشلونة ؟ خاصة بعد سلوك ديمبيلي الاستفزازي تجاه الفريق الكتالوني ومواقف إنريكي الساخرة؟

 قد يبدو أن هنالك ما هو أكثر احتمالية، حيث دخل باريس المباراة بغرور مفرط كما لو كانت النتيجة محسومة مسبقاً، وهذا رغم أن الفريق الألماني كان يعتبر الأضعف حظاً منذ بداية دور الثمانية.

 إذاً، لو كان باريس قد لعب بالجدية المطلوبة، لكان من الممكن أن ينهي المباراة في مصلحته في ألمانيا، مما يضع علامة استفهام على مستقبل إنريكي ويهدده بالوقوع في نفس المصير الذي تعرض له مدربون سابقون مثل أوناي إيمري وماوريسيو بوتشيتينو وكريستوف جالتييه وغيرهم.

باريس سان جيرمان و بروسيا دورتموند

هل يمكن وصف النهائي بأنه كلاسيكي؟

عندما أُعلِنَت قرعة دور الثمانية في دوري الأبطال هذا الموسم، كان الجميع يحلم بمواجهة بوروسيا دورتموند، ولم يتوقع أحد ما يحدث الآن. 

الفريق شق طريقه نحو النهائي في غفلة من الجميع، واستغل حالة الغرور والتقليل منهم، ليجد نفسه على موعد مع نهائي كلاسيكي، سواء كان المتأهل ريال مدريد أو باريس أو ميونخ. 

إذا صعد بايرن، فسنرى نسخة أوروبية من "الكلاسيكو" بين الثنائي الألماني، كما حدث في 2013، حين تغلب بايرن  بنتيجة 2-1 في ملعب ويمبلي.

 المفارقة هنا أن النهائي الحالي من دوري الأبطال سيُقام أيضًا في ملعب ويمبلي، فهل يأتي تأهل دورتموند بمثابة الدلالة السيئة لريال مدريد وعشاقه ليراهم يتنافسون مجددًا على نفس الملعب؟ 

حتى لو تأهل ريال مدريد، ستكون المباراة مثيرة وكلاسيكية بالنظر إلى التاريخ العريق بين الفريقين على الساحة الأوروبية. 

الفريقان التقيا 10 مرات، حيث فاز دورتموند في 3 مباريات مقابل 6 انتصارات لريال مدريد، وانتهت 5 مباريات بالتعادل، مما يظهر أن كل شيء ممكن، وربما يجلب الفريق الألماني المفاجأة ويتوج باللقب.

 ربما أملت الجماهير في قمة مختلفة، بين كيليان مبابي نجم باريس وناديه المحتمل القادم ريال مدريد، لكن ربما القدر لم يشأ هذا اللقاء المحرج!